ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضى لم يقطع الكرب عرضه
وليت الغضى ماشي الركاب لياليـاً
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى
مزار ولكن الغضى ليس دانيـاً
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى
وأصبحت في جيش ابن عفان غازياً
لعمري لئن غالت خراسان هامتي
لقد كنت عن بابَي خراسان نائيـاً
فلله درّي يوم أترك طائعاً
بنيّ بأعلى الرقمتين وماليـّا
ولمّا ترءت عند مروً منيتي
وخل بها جسمي وحانت وفاتيا
أقول لأصحابي ارفعوني لأنني
يقر بعيني إن سهيل بدا, ليـا
فيا صاحبَي رحلي دنا الموت فانزلا
برابيةٍ إني مقيـمُ لياليـا
أقيما علي اليوم أو بعض ليلةِ
ولا تعجلاني قد تبين ما, بيـا
وقوما إذا ما أستل روحي فهيئا
لي السدر والأكفان ثم أبكيا, ليـا
وخطّا بأطراف الأسنة مضجعي
وردّا على عينيّ فضل ردائيا
ولا تحسداني بارك الله فيكما
من الأرض ذات العرض أن توسعا, ليـا
خذاني فجراني ببردي إليكما
فقد كنت قبل اليوم صعباً قياديـا
فقد كنت عطافاً إذا الخيل أدبرت
سريعاً إلى الهيجا إلى من دعانيـا
وقد كنت محموداً لدى الزاد والقرى
وعن شتم ابن العم والجار وانيـا
يقولون لا تبعد وهم يدفنوني
وأي مكان البعد إلا مكانيــا
غداة غدِ يا لهف نفسي على غد
إذا أدلجوا عنّي وخُلفتُ ثاويـاً
وأصبح ما لي من طريفِ وتالدِ
لغيري وكان المال بالأمس ماليا
ويا ليت شعري هل بكت أم مالكِ
كما كنت لو عادوا بنعيك باكيا
إذا مت فاعتادي القبور فسلمي
على الريم أُسقيت الغمام الغواديا
فيا راكباً إما عرضت فبلغاً
بني مالكِ والريب أن لا تلاقيا
وعطّل قلوصي في الركاب فإنها
ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا